حازم شـمدين آغا
ولد المرحوم في زاخو ليلة ألأثنين من ذي الحجة سنة ١٣١٨ هجرية او شباط ١٩٠٠ م وأنتخب نائبا عن المدينة لأول مرة بتاريخ ٢٦ تموز سنة ١٩٢٥ م و للدورات ١, ٢, ٥, ٦, ٧, ٩ . أنتمى الى حزب التقدم سنة ١٩٢٥ ثم الى حزب الوحده الوطنيه عام ١٩٣٤, عين عضو في مجلس ألأعيان سنة ١٩٤٦ م واخيرا تقلد منصب الوزارة في عهد رئيس الوزراء توفيق السويدي بتاريخ ٥ شباط ١٩٥٠ م .
لقد أثرى المدينه بأعماله المجيده وخطط لمستقبل افضل لهذه المدينه بذكاء وحكمه , كان المرحوم رجل علم ودرايه عمل على حرق الزمن وتخطيه لإيصال الركب الى العلى ولكن فرسه كبى ولم يتحقق حلمه ولم يستطع إ كمال المسيره حيث وافاه المنيه عن عمر مبكر ولم يكن يتردد في مد يد المساعده لمن يطلبها , وألأهالي كانوا فخورين به وبما تجود اياديه الكريمه , وما ان يحل بعائلة ضيم او خطب او
يشتد عليه الفقر إلا وطرق بابه حتى سمي ( بابىَ فه قيرا ) لقد تطلع بذكاء الى مستقبل المدينه وخطط لها ويعتبر أول من وسعها عمرانيا ولقد تنبه الى الموقع الزراعي للمدينه وعمل على إيجاد قفزه نوعيه لتحسين وزيادة ألأنتاج وإتباع أفضل الطرق لذلك.
موقف حازم بك الانساني تجاه الارمن اضفى صفحة بيضاء على تاريخ الشعب الكوردي المسالم والمنصف :
بعد حملات الابادة الجماعية البشعة التي قام بها السلطات العثمانية التركية بحق الشعب الارمني بقتل مليون ونصف مليون ارمني ابتداءا من سنة ١٩١٥ م وهروب مئات من عوائل الضحايا الى منطقة زاخو احتظنهم حازم بك ووفر لهم الحماية وفرص العمل بعد اسكانهم في محلة الكيسته واصبحوا من ابناء هذه المدينة وعاشوا متآخين مع سكانها الاصليين ويشهد لها الارمن قبل الكورد .
الشعبين الكوردي والارمني شعبيين متحابيين وصديقين تجمعهم العادات والتقاليد والملبس ويختلفون فقط في اللغة , وقد انصفت جمهورية ارمينيا الكورد هناك بمنحهم جميع حقوقهم القومية والثقافية والادبية حيث هناك جامعات لدراسة الادب والتاريخ الكوردي ... نطمع ان تتبلور هذه الصداقة الى علاقات استراتيجية واقتصادية بين الشعبين.
ولابد ان نسرد بعض اعماله
١ - تم استيراد مجموعه من ألآلات والمكائن الزراعيه جرارت وحاصدات وبذارات ومن افضل
المناشئ في بداية ألأربعينييات فأحذت بذلك تطورا كما ونوعا , ولأ ول مره أنشأ مصالح
زراعيه في السليفاني والسندي
٢ - عمل أ ول حقل ل إ نتاج الصيصان - ربما كان المفقس ألأول في كردستان
٣ - إستيراد أنواع من ألأبقارألأجنبيه كنواة لنشر هذه السلاله في زاخو وسميت بال أ بقار
الخابوريه ولايزال قسم من أنسابها موجوده
٤ - إنشاء مزرعه لتربية وتحسين ألأغنام كانت تضم اكثر من ٢٠٠٠ رأس غنم
٥ - أدخل انواع جديده ومحسنه من البذور خاصة الحنطه حيث ألأنتاج الوفير المحسن
٦ - ولأول مره ادخل زراعة القطن الى المنطقه حيث ساهم الطلاب في الجني مستفيدين من
اجورعملهم
٧ - إدخال العديد من اصناف الفواكه المحسنه والمستورده كالعنب والجوز والقوغ السبيندار
٨ - عمل على توفير المياه لانشاء العديد من المشاريع الزراعيه وذلك
٩ - فتح الساقيه الشرقيه للخابور عام ١٩٣٣ والتي سميت ساقية حازم بك
١٠ - شراء الساقيه الغربيه مناصفة مع الحاج خضر سعد الله وترميمها وإعدادها لإرواء المئات من
الدونمات في منطقه ( ئا شى ﭽﻪمي )
١١ - وببصيرته ايقن ان المدينه لايمكن ان تبقى محصوره في الجزره الوسطيه وانها لابد ان تتوسع
ووضع الخطوات ألأولى لذلك بأقامة جسر يربط الجزره الوسطيه بالضفه الشرقيه
- قام بتوزيع ألأراضي السكنيه على المواطنين مجانا تقريبا لترغيب ألأهالي بشرائها
- قام بانشاء عدد من الدور السكنيه الحديثه في المدينه لتأجيرها للموظفين
١٢ - إنشاء مطحنه تعمل بالكازوايل وحول ها في وقت مبكر الى معمل للثلج وبذلك خفف المعاناة
عن كاهل المواطنين في عموم منطقة زاخو
١٣ - ساهم لإعداد مشروع لفتح الشارع الرئيسي في المدينه والذي يربط بين جسري الفاروق
والسعدون.
١٤ - لقد عمل على ربط المدينه بخط من ألأنابيب لنقل المياه العذبه من عين تلكبر الى مركز المدينه , ولأول مره اصبح ألأهالي يشربون مياها صافيه شتاء وبارده صيفا ول أ ول مره تزيد هذه المياه عن حاجة المدينه ويعاد الزائد منها الى الخابور وخصص ٤ % لصالح الطلاب الفقراء في المدينه.
وكان متسامحا مع مناوئيه بعيدا كل البعد عن ألإ نتقام والثأرويعتبر نفسه احد ابناء هذه المدينه يشاركهم ألأفراح وألأتراح ويحترم الجميع, وفي عام ١٩٤٨ عندما قامت المظاهره ضد معاهدة ( بورت سموث ) وتحولت ضده بعد ان هاجم المتظاهرون السيارات المحمله بالحنطه والعائده له , إستفزا لبعض العشائر للهجوم على المدينه وأستعد ألأهالي إستعدادا تاما لها إلا ان حازم بك عندما علم بها أجهض العمليه , وعلى أثرها قام بتوزيع الحنطه على الفقراء.
كان المعلمون والموظفون يحضرون الى الديوان في داره أيام الجمعه وتكون مناسبه للتحاور معهم , وكثير من المحاكمات والمنازعات العائليه تفض في داره, وكان على علم تام بفعاليات ألأحزاب السياسيه وخاصة حزب هيوا وكانوا يعتبرونه ظهيرا قويا لهم . كما نالت مسألة التعليم أهمية عنده حيث قدم أربعة نواب كان أحدهم حازم بك طالبوا الحكومة بضرورة إيلاء مدارس الصنائع الصناعيه أهمية خاصة لتخريج صناعيين يستفيد منها المنطقه .
ولقد أفل نجمه في ألليلة ألأولى من شوال سنة ١٣٧٣ هجرية ٣ حزيران سنة ١٩٥٤ في الموصل وعم الظلام المدينه بعد نور وبدأ الشيب والخراب في أوصال هذه المشاريع تدريجيا الى أن أضمحلت نهائيا ولم يبق منها إلا ذكرى عطره لرجل عمل بإخلاص لخدمة بلده وبقى ذكراه حيا في ذاكرة ألأبناء ودفن المرحوم في موكب مهيب في مقبرة المدينه وأعلن الحداد الذاتي لمدة عام فلا زواج ولا سيرانات أو سفرات.
وتم عمل نصب (١) تذكاري له في الحديقه العامه للمدينه والذي لايزال شاخصا قد اعتراها الشيب وكتب على إ حدى اللوحات المثبته في احدى جوانب النصب مناقب الفقيد وحياته بادء بعبارة و الباقيات الصالحات. وفي شباط سنة ١٩٥٦ م أقامت البلدية حفلة أزاحة الستار عن هذا النصب التذكاري الذي أقامته تخليدا لذكرى المرحوم في حديقة زاخو العامة تحت رعاية السيد السيد ( صبحي علي ) قائممقام القضاء وقد تدفقت الجماهير الغفيرة من كافة الطبقات من سكان المدينة وخارجها , وبدأت الحفله بكلمات من المثقفين من أبناء المدينة (٢), والحق يقال انه كان قائدا مثقفا لشعب جاهل
-------------------------------------------
ألحاشية
(١) أقيم النصب التذكاري في الحديقة العامة في المدينة والتي تشرف على نهر الخابور على قاعدة سفلي ذات طول ٣٦٠ سم وعرض ٦٠ سم يعلوها لوحة صخرية ذات أبعاد 75سم, ٦٠ سم نقش عليها مسيرة المرحوم بصورة موجزة بعناون الباقيات الصالحات , وقد نصب قوق هذه اللوحة هرم رباعي ناقص يعلو من مستوى القاعدة بارتفاع ٣٧٥ سم , وقد خططت حافة ذلك النصب الناصع بخطوط سوداء خلعت على الصورة روعة الحزن وألأسى.
(٢) تم أفتتاح الحفل بكلمة تمهيدية من السيد عبدالستارالحاج موسى معلم مدرسة زاخوألأولى وتضمن الفعاليات التالية
١ - تلاوة آيات من الذكر الحكيم من قبل عبدالله السيد أحمد .
٢ - كلمة رئيس بلدية زاخو ألقاها بالنيابة السيد محمد عبدالقادر معلم مدرسة زاخو الثانية موضوعها ( خدمات الفقيد وأعماله الجليلة )
٣ - كلمة السيد علي عبد الموجود مديرمتوسطة زاخو موضوعها. شخصية الفقيد الفذة )
٤ - كلمة السيد خليل عبدالله مدير مدرسة زاخو الثانية موضوعها ( الخلود للعاملين الصالحين )
٥ - كلمة السيد مهدي احمد الخياط الطالب بكلية الشريعة ألقاها نيابة عن أبناء المدينة موضوعها ( المآثر الطيبة التي تتجلى في حياة الراحل العزيز )
٦ - كلمة السيد عبدالكريم شمدين آغا ألقاها بالنيابة عن أسرة الفقيد تضمن شكره للحضور .
٧ - أزاحة الستار عن النصب من قبل السيد صبحي على قائممقام القضاء.
٨ - تقديم أكاليل من الزهور من بلدية المدينة , متوسطة زاخو مدرسة زاخو ألأولى , مدرسة زاخو الثانية, مدرسة زاخو للبنات, مدرسة ألأحداث , طلاب المعاهد العالية من أبناء زاخو .
٩ - وصف الحفلة من قبل السيد مهدي أحمد الخياط الطالب بكلية الشريعة .
١٠ - وصف النصب التذكاري من قبل السيد حازم عبد القادر الحنون كاتب في متوسطة زاخو .
المعلومات أعلاه عن كتيب تم طبعها بمناسبة حفلة أزاحة الستار عن النصب التذكاري للمرحوم حازم شمدين آغا , وقد ذكر فيها نص الكلمات التي ألقيت.
موضوع: حازم شـمدين آغا 
الأربعاء سبتمبر 30, 2009 11:24 pm
